مرض السّكري
يُعد مرض السّكري واحدًا من الأمراض التي نسمع عنها بشكل يومي ونتعامل معه، أو مع المصابين به وكأنه جزء عادي من يومنا حتى ولو لم نكن مصابين به،
ولذلك أصبح التعرف عليه وعلى أسبابه وكيفية تجنبه والتعامل معه غاية في الأهمية،
لما له من أثر بالغ على حياة الفرد في كل جوانب الحياة.
مرض السّكري هو ارتفاع في مستوى السكر في الدم، ويحدث ذلك نتيجة لعدّة أسباب تعتمد على نوعه، حيث يقسم مرض السكري إلى نوعين، ففي النوع الأول من مرض السكري يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المسؤولة عن إفراز الإنسولين في البنكرياس، كما يتلفها، مما يؤدّي لانخفاض مستوى الإنسولين في الدم، وبالتالي ارتفاع مستوى السكر فيه، بينما يحدث النوع الثاني من مرض السكري نتيجة عدة عوامل، منها: عوامل وراثية، والوزن الزائد، وقلّة الحركة، وكثرة تناول السكريات، والتقدّم بالسنّ، ممّا يؤثر على عمل البنكرياس، ويخفض مستوى الإنسولين المفرز في الدم.
مضاعفات مرض السكري:
يمكن أن يؤدي المرض إذا أهمل إلى:
حدوث تلف في العيون أو الكليتين، أو حدوث تلف في الأعصاب، ومن الممكن أيضاً أن يتسبب السكري بحدوث أمراض القلب أو الجلطات الدماغية، لذلك فمن الضروري على السيطرة على مرض السكري وممارسة التمارين الرياضية والحفاظ على الوزن، والأهم من ذلك الالتزام بنظام غذائي صحي للمحافظة على مستويات السكر ضمن المستوى الطبيعي لمرضى السكر، تجنباً لحدوث المضاعفات الصحية الخطيرة.
النظام الغذائي لمرضى السّكري:
هناك علاقة كبيرة بين مضاعفات السّكري وأنواع الطعام التي يتناولها المريض،
ومضاعفات المرض الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة لا قدر الله.
الهدف من النظام الغذائي هو السيطرة على مستوى السكر في الدم ومنع ارتفاعه ولذلك لمنع مضاعفات المرض، من أهم الأطعمة التي تفيد مرضى السّكري:
الأسماك: تعتبر الأسماك الغنية بأحماض أوميجا-3 الدهنية مثل: السلمون، والسردين، والرنجة، والأنشوجة، والماكريل لها فوائد كبيرة على صحة القلب، إذ إنّ الأحماض الدهنية تقوم بحماية الخلايا التي تُبطّن الأوعية الدموية وتعمل على تقليل علامات الالتهاب وبالتالي تحسّن من عمل الأوعية الدموية والشرايين بعد تناول الطعام، لذلك على مريض السكري المحافظة على تناول الأسماك بشكل منتظم لأنّه أكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب، ومن الجدير بالذكر أنّ السمك أيضاً يُعتبر مصدراً مهماً للبروتين المفيد للصحة، والذي يساعد على زيادة معدل عمليات الأيض والشعور بالشبع.
الخضراوات الورقية: إنّ الخضار الورقية مفيدة جداً ولها قيمة غذائية عالية، وذلك لأنّها تحتوي على كميات قليلة من السعرات الحرارية، وكميات قليلة من الكربوهيدرات التي تتسبب بارتفاع السكر في الدم، كما أنّ الخضار الورقية مثل: السبانخ، واللفت، وغيرها تُعتبر مصدراً غنياً بعدة فيتامينات أهمها فيتامين ج، حيث تكمن أهمية فيتامين ج بأنّه يعمل على تقليل علامات الالتهاب وتقليل مستويات السكر في الصباح لدى المصابين بالنوع الثاني من السّكري والمصابين بارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أنّ الخضراوات الورقية تحتوي على مضادات الأكسدة حيث تعمل على حماية مرضى السّكري من حدوث مضاعفات تضر بالعيون.
المكسرات: المكسرات لها قيمة غذائية عالية، حيث إنّ جميع أنواع المكسرات تحتوي على الألياف المفيدة، وتحتوي أيضاً على كميات قليلة من الكربوهيدرات.
منتجات الألبان: يستطيع مرضى السّكري تناول منتجات الألبان، لكن يجب أن تكون هذه المنتجات غير دهنية أو قليلة الدسم، مثل: الحليب، أو لبن الزبادي، أو الجبن.
القرفة: تُعتبر من التوابل اللذيذة بالإضافة إلى أنّها تُعتبر مضادة فعّالة للأكسدة، وهي تعمل على تخفيض مستويات السكر في الدم وتحسين عمل الإنسولين، كما أنّ القرفة تعمل على تخفيض مستويات الكوليسترول و الدهون الثلاثية.
الكركم: نوع من التوابل المعروف بالفوائد العديدة للصحة، حيث إنّ المادة الفعّالة الموجودة فيه تعمل على تقليل مستويات السكر في الدم بالإضافة إلى التقليل من حدوث الالتهابات وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى أنّ الكركم مفيد لصحة الكلى عند مرضى السّكري، لكن من الضروري إضافة الفلفل الأسود مع الكركم لأنّه يساعد على تحسين عملية امتصاص الكركم.
كما أن هناك أطعمة يستحسن أن يداوم المريض على تناولها فهناك أيضاً أطعمة يفضل الابتعاد عنها حتى يتجنب حدوث المضاعفات:
الدهون المشبعة: إذ تحتوي مصادر البروتين الحيوانية مثل: اللحوم، والنقانق، والسجق على كميات عالية من الدهون المشبعة غير الصحية، لذلك يُنصح بتجنب تناولها.
الدهون التقابلية أو المتحوّلة: ويوجد هذا النوع من الدهون في الوجبات السريعة، والأطعمة المخبوزة، وفي السمن النباتي، ويجب على مريض السكري الابتعاد عن تناولها.
الكوليسترول: ومن أهم مصادر الكوليسترول والتي ينبغي الحد منها: صفار البيض، والكبدة، وغيرها من اللحوم، إذ يُنصح مريض السكري بعدم تناول أكثر من 200 ملغ من الكوليسترول يومياً.
الصوديوم: والموجود في ملح الطعام، حيث يجب على مرضى السكري تناول كميات أقل من 2300 ملغ من الصوديوم يومياً، أمّا في حال الإصابة بالضغط فيُنصح بتناول كميات أقل من 1500 ملغ من الصوديوم في اليوم.
كما أن هنالك عادات وسلوكيات تؤدي للإصابة بالمرض فإن هنالك عادات وسلوكيات تجنبنا المرض ومنها:
تناول الغذاء الصحي الغني بالخضار والفواكه والابتعاد عن تناول الوجبات الجاهزة والوجبات الدسمة عالية السعرات الحرارية والدهون، كما يجب التقليل من تناول الحلويات عالية النسبة من السكريات. ترك التدخين والابتعاد عن أماكن تجمع المدخنين لعدم استنشاق رائحة الدخان الضارة. محاولة الإسترخاء والابتعاد عن العصبية الزائدة. ممارسة التمارين الرياضية لتنشيط الدورة الدموية من جهة، ومن جهة أخرى للتخلص من الوزن الزائد والسمنة.
ويمكنك تجنب كل الآثار الجانبية والتعرف على طرق تغذية مرضى السكرى من خلال دبلومة الرشاقة والتغذية العلاجية الجزء النظري والعملي