يُعرف سوء التغذية :بأنّه النقص أو الزيادة أو عدم التوازن في مدخول الطاقة أو المغذيات لدى الشخص. ويُقسم سوء التغذية إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي؛ نقص التغذية الذي يتضمن الهزال والتقزم، ونقص الوزن . أما النوع الثاني فهو سوء التغذية المتعلق بالمغذيات الدقيقة، والذي يشمل نقص المغذيات الدقيقة التي تضم الفيتامينات والمعادن المهمة أو فرط المغذيات الدقيقة. أما النوع الثالث فهو زيادة الوزن والسمنة والأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي الناجمة عنهما. . أنواع سوء التغذية تشمل أنواع سوء التغذية وأشكالها ما يلي: نقص التغذية: ويضم الأنواع الفرعية التالية: الهُزال: وهو انخفاض الوزن بشكل كبير بالنسبة إلى الطول، ويحدث ذلك بسبب عدم حصول الشخص على تغذية كافية أو إصابته بعدوى شديدة تسبّبت بفقدانه للوزن، كما هو الحال في أنواع العدوى التي تسبّب الإسهال المزمن. التقزّم أو عجز النمو: وهو قصر القامة بالنسبة إلى العمر، ويحدث بسبب نقص التغذية المزمن أو المتكرر، وسوء الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وتردي صحة الأمهات وتغذيتهنّ، والإصابة بالأمراض المتكررة، وعدم تغذية الرضع والأطفال ورعايتهم بشكل مناسب خلال مراحل الحياة المبكرة. نقص الوزن: وهو انخفاض وزن الجسم بالنسبة للعمر، وقد يكون الطفل ناقص الوزن مصاباً بالتقزم أو الهزال أو كليهما. سوء التغذية المرتبط بنقص المغذيات الدقيقة: تضم المغذيات الدقيقة الفيتامينات والمعادن اللازمة لإنتاج الإنزيمات والهرمونات وغيرها من المواد اللازمة للنمو والتطور، ويُعدّ اليود وفيتامين والحديد أهم هذه العناصر والمغذيات التي يمكن أن يسبب نقصها سوء التغذية ولاسيّما لدى الأطفال والنساء الحوامل في البلدان المنخفضة الدخل. فرط الوزن والسمنة: يمكن تعريف فرط الوزن والسمنة من خلال قياس مؤشر كتلة الجسم والذي يمثل وزن الشخص بالكيلوغرام مقسوماً على مربّع الطول بالمتر والذي يُقاس بوحدة كغ/متر مربع. ويُعرف فرط الوزن لدى البالغين بمؤشر كتلة الجسم البالغ 25 كغ/متر مربع أو أكثر، بينما تُعرف السمنة بمؤشر كتلة الجسم البالغ 30 كغ/متر مربع أو أكثر. أمّا فيما يتعلّق بالأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي والتي تنجم عن السمنة فمنها: أمراض القلب والأوعية الدموية مثل: النوبات القلبية والسكتة الدماغية، وبعض السرطانات، وداء السكري. ويُعدّ النظام الغذائي غير الصحي وسوء التغذية من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بهذه الأمراض في جميع بلدان العالم. أعراض سوء التغذية والأمراض الناتجة عنها تختلف أعراض سوء التغذية تبعاً لنوعها، وفيما يلي بيان لتلك الأعراض بالتفصيل: نقص التغذية: تشمل علامات وأعراض نقص التغذية ما يلي: فقدان كمية ملحوظة من الدهون والكتلة العضلية وأنسجة الجسم. نقص الشهية أو الاهتمام بالطعام أو الشراب. التعب والتهيّج. عدم القدرة على التركيز. الشعور الدائم بالبرد. زيادة خطر الإصابة بالمرض والحاجة إلى وقت أطول للشفاء من الأمراض. بطء التئام الجروح. زيادة خطر حدوث المضاعفات الصحية بعد الخضوع للعمليات الجراحية. الاكتئاب. انخفاض الدافع الجنسي والمعاناة من مشاكل في الخصوبة. أعراض الحالات الأكثر خطورة: تتضمن أعراض الحالات الأكثر خطورة صعوبة التنفس، وترقق الجلد وجفافه وفقدان مرونته وشحوب لونه وبرودته، وظهور الوجه بمظهر أجوف والعينين بمظهر غائر نتيجة فقدان الدهون من الوجه، وجفاف الشعر وتساقطه، ويمكن أن يصل الأمر في النهاية إلى الإصابة بالفشل التنفسي وقصور القلب بعد التضوّر جوعاً لفترات مطوّلة. تأخر النمو والتعب والتهيج وسرعة الانفعال لدى الأطفال، وبطء التطور السلوكي والفكري وصعوبات التعلم. وقد تستمر هذه التأثيرات لفترة طوية لدى الأطفال حتى بعد تلقي العلاج المناسب. أمراض أخرى مثل مرض كواشيوركور: الذي يُعرف أيضاً بسوء تغذية البروتين والطَّاقة، والذي يحدث بسبب نقص شديد في محتوى الجسم من البروتينات، مسبباً احتباس السوائل وانتفاخ البطن بها. والدَنَف أو السَغَل الذي ينتج عن نقص حاد في السعرات الحرارية المستهلكة مما يؤدي إلى الهزال وفقدان كبير للدهون والعضلات. سوء التغذية المرتبط بنقص المغذيات الدقيقة: يمكن أن يؤدي سوء التغذية المرتبط بنقص الفيتامينات أو المعادن إلى العديد من الأعراض حسب المعدن أو العنصر الناقص في الجسم، وفيما يلي بيان لتلك الأعراض: نقص فيتامين (أ): يمكن أن يتسبب نقص فيتامين (أ) بجفاف العين، والعمى الليلي، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى. نقص الزنك: يمكن أن يتسبب نقص الزنك بفقدان الشهية، وعجز النمو، وتأخر التئام الجروح، وتساقط الشعر، والإسهال. نقص الحديد: يمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى إضعاف وظائف الدماغ، وحدوث مشاكل في المعدة وفي تنظيم درجة حرارة الجسم. نقص اليود: يمكن أن يؤدي نقص اليود إلى تضخم الغدة الدرقية، وانخفاض إفرازها لهرمون الغدة الدرقية، ومواجهة مشاكل في النمو والتطور. فرط الوزن والسمنة: فإضافة لما ذكرناه من أمراض يمكن أن تسبّبها السمنة تشير الدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من فرط الوزن أو السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بانخفاض مستويات بعض الفيتامينات والمعادن في الدم، مثل فيتامينات (أ)، و (هـ)، و (ج)، والصوديوم. أسباب سوء التغذية وعوامل الخطر تتضمن أسباب وعوامل خطر الإصابة بسوء التغذية وخاصة نقص التغذية ما يلي: انعدام الأمن الغذائي أو الافتقار إلى إمكانية الحصول على الغذاء الكافي وميسور التكلفة. مشاكل الجهاز الهضمي والمشاكل المتعلقة بامتصاص المغذيات؛ إذ يمكن أن ينتج سوء التغذية عن بعض الأمراض التي تسبب سوء امتصاص العناصر الغذائية، مثل: داء كرون ، ومرض حساسية القمح وفرط نمو البكتيريا في الأمعاء . الاستهلاك لمفرط للكحول؛ يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط للكحول إلى عدم تناول الشخص لكميات غير كافية من البروتينات والسعرات الحرارية والمغذيات الدقيقة. اضطرابات الصحة العقلية؛ يمكن أن يزيد الاكتئاب وغيره من الأمراض العقلية من خطر سوء التغذية، وتشير الدراسات إلى أنّ معدل انتشار سوء التغذية أعلى بنسبة 4٪ لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب مقارنة بالأشخاص الأصحاء. العيش في البلدان النامية أو المناطق التي تعاني من محدودية الحصول على الغذاء وخاصة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا وجنوب آسيا. العيش في فقر شديد أو بدخل منخفض جداً وخاصة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو من يعانون من الإعاقات، بالإضافة للأفراد ذوي الاحتياجات الغذائية المرتفعة مقارنة بغيرهم مثل: الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.